تسمية اللام الواقعة في سياق أفعال الله تعالى وأوامره بلام التعليل
يكثر في كلام المعربين التعبير عن اللام الواقعة في سياق أفعال الله تعالى وأوامره ، القول بأنها لام التعليل أو لام العاقبة ... وكمال الأدب مع الله تعالى يُوْجِبُ :
-
عدم تسمية هذه
اللام بلام العاقبة لأنَّها تكون في حق من هو جاهلٌ بالعاقبة ، كما في قوله تعالى
:( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ) .
-
وعدم تسميتها
بلام التعليل ، مع أنَّ الراجح جواز تعليل أفعال الله ، إلا أنَّ من الفقهاء من
أصحاب مالك والشافعي وأحمد ، من قال : ليس في القرآن لام تعليل في أفعال الله ؛
لأن أفعال الله تعالى لا تُعَلَّل عندهم ... ، وإن كان قول الجمهور بدخولها في
أفعال الله عز وجل وأحكامه ، ولأنَّ لام التعليل يترتب عليها معلولها ، ويقال عنها
أنَّ الحكم دائر مع علته وجودا وعدما، فلا يتخلَّف فيها المعلول عن العلة .
والصواب تسميتها ، في سياق أفعال الله تعالى وأوامره ، بـ ( لام الحكمة ) ،
كما في تسمية ابن القيم لها في شفاء العليل والزركشي في البرهان ، وهذا أخصر من قول الخلوتي
الذي يكرره في روح البيان : هذه اللامُ لامُ الحكمةِ والسببِ شرعاً ، ولامُ
العلةِ عقلاً ... فقد قال في موضع آخر : وهذه اللام في الحقيقة لام الحكمة
والمصلحة ، يعني أنَّ فعله تعالى وان لم يكن معلَّلا بالغرض الا أنَّه مغيا بالحكم
والمصالح .
والله تعالى أعلم .
تعليقات
إرسال تعليق